في كل اّن و مكان يطل علينا التاريخ من نوافذ متعددة ..
و تبقى العودة إليه دوما ما دمنا نستلهمه و نستوحيه, عودة أصلية متبصرة يهديها العقل و يوضحها فهم صادق لعلاقة ماضينا بحاضرنا و مستقبلنا. إن قراءة ما هو ماض تحكمها مستلزمات تأمل الحاضر و أفاق الغد القادم. و الحياة تجاربها ميادين خبرة .. و تتابع رؤى .. و أمال بحكمة .. و حصاد سنين .
و للشاهد على العصر خصوصية في الأولوية و الأهمية في التدوين التاريخي .. و سالم بن حم عاش التاريخ بصورتيه و بمفردات واقعه و وقائعه .. الزمن الصعب و الحاضر المتجدد المتطور بأفاقه الزاهرة ..و هذا الكتاب الذي يستقرئ ذاكرة و تجربة حياة أحد شهود العصر ومن رجاله البارزين الذين تميزت أدوارهم فيه و تعددت صورها… يعد مصدراً وثائقياً مهماً بمادته التاريخية القيمية و أسلوبه العلمي و أسانيده.
تأليف : الدكتور علاء نورس
يتألف الكتاب من
1- مقدمة لصاحب السمو الشيخ طحنون بن محمد ال نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي
2- كلمة المؤلف
3- الفصل الأول – الجذور .. و سنوات النشأة
4- الفصل الثاني – سالم بن حم و ذكريات الماضي القريب
5- الفصل الثالث – الشيخ زايد و التحول في حياة سالم بن حم
6- المصادر
“سالم بن حم.. ذاكرة تاريخ وتجربة حياة” عنوان لكتاب نوه بأهميته سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية ليس لما يحتويه من حقائق ومعلومات تتعلق بالسيرة الذاتية للشيخ سالم بن حم فحسب بل لأنه يتضمن كذلك مادة وثائقية وشهادات حية عن أهم وابرز المراحل التاريخية والتحولات الكبرى التي مرت بها دولة الإمارات حتى الآن .
يقع الكتاب في 222 صفحة من القطع المتوسط ويشتمل على ثلاثة فصول الأول تم تخصيصه لدراسة أبعاد الجذور وسنوات النشأة للشيخ سالم بن حم واستعرض الثاني ابرز ملامح الماضي القريب من خلال ذاكرة ابن حم .. وتناول الثالث التحول الكبير الذي طرأ على حياة سالم بن حم اثر رفقته الطويلة مع الباني والمؤسس المغفور له بإذن لله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
ويحتوي الكتاب على مجموعة كبيرة من الصور القديمة النادرة التي أراد بها مؤلفه الدكتور علاء نورس أستاذ التاريخ بجامعة الإمارات تدعيم المادة الوثائقية والتاريخية التي أوردها الكتاب الذي يرى انه يستقرئ جوانب أساسية تعطي لعنوانه أحقية في التوثيق وتضاعف من أهميته التاريخية لافتا إلى أنه لا زالت هناك حاجة ملحة لمزيد من الدراسات الجادة التي تتناول تاريخ الإمارات بحقبه المختلفة على أن تكون لروايات الشهود على العصر الأولوية والأهمية في التدوين التاريخي.
وفي معرض تقديمه للكتاب أشاد سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان بالشيخ سالم بن حم باعتباره أحد أبناء الوطن المخلصين الذين يشهد لهم بالكفاءة والخبرة والحنكة وسعة الإطلاع والقدرة على التعامل مع القضايا والمشكلات بحكمة وتدبر مما جعله موضع احترام وتقدير كبيرين من المؤسس والباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ورفيقا له طيب الله ثراه منذ سنوات الصبا والشباب وهي رفقة طويلة تخللتها الكثير من الإحداث والتحولات الكبرى التي شهدتها دولة الإمارات والمنطقة وكان بن حم بحكم قربه من الشيخ زايد شاهدا حيا على كل تفاصيلها.
وأضاف سموه في تقديمه قائلا: لقد عاش ابن حم وشهد الانجازات الكبيرة الضخمة التي تحققت على ارض هذا الوطن المعطاء ولا شك أنه أحد الرجال الذين تعتز بهم دولة الإمارات قياسا بما قدمه من خدمات وأعمال جليلة لوطنه مما اكسبه تلك المكانة الرفيعة وهذا الاحترام الكبير لدى عموم أبناء القبائل وأهله ومحبيه.
وتابع سموه قائلا: ” لطالما عهدنا في الشيخ سالم فطنته وذكاءه وإطلاعه الواسع مما جعله من أصحاب الخبرة والدراية ببواطن الأمور حيث انه يمتلك الكفاءة اللازمة للفصل بين المتخاصمين اللذين يلجئون إليه ويرضون به حكما لاقتناعهم بصواب رؤيته ورأيه ولطالما كان المغفور له الشيخ زايد رحمه الله يناقشه في بعض القضايا والأمور ويطلب منه أن يدلوا بدلوه فيها وكان بن حم دوما عند حسن الظن به” .
واستطرد سموه قائلا: “يحسب للشيخ سالم بن حم انه كان أحد الأعضاء البارزين في أول مجلس استشاري وطني لإمارة أبوظبي حيث ساهم وعبر سنوات عديدة في طرح ومناقشة كافة القضايا والمشكلات التي تهم الوطن والمواطن مع زملائه الأعضاء ورفع التوصيات التي يرونها مناسبة لحلها وتجاوزها وهو ما يعكس في الواقع مدى حبه وإخلاصه لأهله ومواطنيه وانتمائه الكبير للوطن والقيادة.
ومن جهته قال المؤلف: ان الكتاب يتناول في مادته الوثائقية جوانب مهمة من تاريخ الإمارات المعاصر بين ماض قريب وحاضر مشرق.. وفي الزمنين عزيمة وإرادة وإقدام وإصرار وتحدي وجلد حتى غدت الأحلام والتطلعات حقائق والمستحيل إنجازات شاخصة والمستقبل بصمات عميقة منحوتة تؤرخ الجهد الدؤوب المخلص والرؤى الثاقبة، وأضاف ان قيام دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971 جسد انطلاقة نهضة متميزة متجددة ومسيرة ظافرة خالدة حققت لتلك الدولة الفتية مكانة مرموقة تبوأتها بعزم وإرادة وتصميم المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه الذي تمكن خلال فترة زمنية قياسية تأسيس دولة عصرية بتجربة رائدة أثارت الانتباه و نالت إعجاب العالم، ولفت إلى أن أهمية الكتاب تأتي كون الشيخ سالم بن حم يعد أحد شهود العصر ورجاله البارزين الذين تميزت أدوارهم فيه وتعددت صورها التي تجسد مدى صلابتهم في الصعاب وفي المواقف المشهودة المفعمة بالوفاء والإخلاص للوطن ومن هنا كانت رفقته مع الشيخ زايد طيب الله ثراه صادقة أمينة بكل امتدادها الزمني .. ” رفقة الزمن الصعب بكل معاناته لكن اشراقات الشيخ زايد رحمه الله كانت تشع دوما حكمة وعزم و رؤى ثاقبة تعطي للشدة معان وأبعاد أخرى ” .