لقد رافق سالم بن حم الشيخ زايد منذ صباه .. شهد معه قسوة ماضٍ وعظمة حاضر .. وفي الفترتين بكل امتدادها الزمني .. اكتسب سالم بن حم مرتكزات أساسية في بنائه الشخصي وتجربة حياته .. مرتكزات صنعتها رفقته للشيخ زايد .. زايد عمل .. صبر .. أنجز . وبن حم شهد معه الكثير من الأحداث والوقائع والتطورات والمتغيرات .. وفي كل مساراتها كان يتأمل آفاق تفكيره .. إرادته وعزمه .. حنكته وفطنته .. حكمته .. مواجهته للمعضلات .. قراءته للواقع .. وتطلعاته للمستقبل .. وفي أحد الأيام سأل أحد الصحفيين البريطانيين سالم بن حم حينما كان مرافقاً للمغفور له الشيخ زايد في إحدى رحلاته الخارجية .. في أي مدرسة درست : أجابه على الفور وبذكاء البدوي الفطري ” درست في مدرسة زايد ، وما زلت طالباً العلم والمعرفة فيها إلي يومنا هذا ” .
ويصف الشيخ سالم بن حم الشيخ زايد قائلاً :
” تعجز كلماتي عن وصفه فقد كان ـ طيب الله ثراه ـ محباً للخير ، ودوداً وعطوفاً ، صاحب ذكاء فطري ، باراً بأهله ووطنه ، لديه عزيمة قوية وإرادة صلبة ، إضافة إلى الحكمة وبعد النظر في كل الأمور ، وهذا ما مكنه من تحقيق حلم الاتحاد ، وبناء دولة عصرية قامت على إنجازات حضارية أقرب إلى المعجزات ، والمتأمل في فكر الشيخ زايد يتبين مدى تركيزه الثابت على فكرة ” بناء الإنسان ” التي جعلها من أولوياته ، وكانت نصب عينيه في فترة حكمه ، وفي كل خطوة خطاها أو أمل تطلع إليه “