يعتبر الشيخ سالم بن حم العامري، رحمه الله، أحد الشهود على العمل الدؤوب للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لإنجاز مرافق الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية إلى جانب إقامة المدن والقرى وشق الطرق وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية وتوفير المياه والكهرباء، إلى جانب توسيع الرقعة الزراعية والاهتمام بشكل خاص بزراعة النخيل. رافق، رحمه الله، منذ وقت مبكر في عمره مؤسس الدولة، وعاصر معه جميع مراحل التطوير، فكان الأخ والصديق الذي لم يغب أبدا عن مجالسه، وأحاط بتفاصيل مهمة في مرحلة تأسيس الدولة، كما أنه اضطلع بدور مهم في تقريب وجهات النظر بين القبائل في مرحلة مهمة من تاريخ الدولة، قبل أن يدخل معترك الحياة النيابية عضواً في المجلس الوطني الاستشاري لإمارة أبوظبي لسنوات عدة، إذ كان همه الشاغل هموم المواطنين وشؤونهم وأحوالهم. وصفه سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، في مقدمة كتاب «سالم بن حم ذاكرة تاريخ وتجربة حياة» بأنه أحد أبناء الوطن المخلصين الذين يشهد لهم بالكفاءة والخبرة والحنكة وسعة الإطلاع والقدرة على التعامل مع القضايا والمشكلات بحكمة وتدبر، مما جعله موضع احترام وتقدير كبيرين من المؤسس والباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ورفيقاً له منذ سنوات الصبا والشباب، وهي رفقة طويلة تخللتها كثير من الأحداث والتحولات الكبرى التي شهدتها دولة الإمارات والمنطقة. وكتب عنه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في مقدمة كتاب «الشيخ زايد.. وسالم بن حم رفقة لها تاريخ» الذي كتبه معالي زكى أنور نسيبة وزير دولة، أنه «من الرجال الذين تواجدوا مع القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه.. فلم نره إلا صديقاً ومستشاراً له تقوم علاقتهما على حب الوطن وشعبه.. و«الوالد» منذ مرحلة شبابه، وشهد وعايش معه التطورات والأحداث التي عاشتها الدولة والمنطقة خلال مرحلة التحولات الكبرى التي سبقت قيام دولة الاتحاد وأعقبتها». أما معالي أحمد خليفة السويدي ممثل صاحب السمو رئيس الدولة فيرى أن وجود الشيخ سالم بن حم مع الشيخ زايد بن سلطان، منحه فرصة مهمة ليشهد معه جميع التطورات والأحداث السياسية والاقتصادية والأمنية التي مرت بها المنطقة، كما شهد قيام الدولة، والإنجازات التي تحققت على أرضها في ظل قيادة الشيخ زايد. ويقول معالي زكى أنور نسيبة في كتاب «الشيخ زايد.. وسالم بن حم رفقة لها تاريخ»: «نشأ سالم بن حم يتيماً حيث توفي والده وهو لم يزل طفلاً.. غير أن والدته أحسنت تربيته ونشأته.. غرست فيه الصبر والجلد والقدرة على تحمل الصعاب وقسوة الحياة.. بيئة قاسية لا ترحم وبلاد قفراء إلا من إيمان أهلها». وقال بن حم عن طفولته وظروف نشأته: «طفولتي لم تكن تختلف عن طفولة أقراني الذين ترعرعوا في ظل تلك الظروف البيئية والمعيشية الصعبة التي كانت تسود المنطقة آنذاك.. لم تكن هناك طفولة بالمعنى الصحيح فظروف الحياة بمعطياتها في ذلك الحين أضفت علينا منذ نعومة أظفارنا نوعاً من الخشونة والقدرة على التكيف والمثابرة والتحلي بقدر من الإرادة والعزيمة القوية وروح المبادرة والتحدي، وجميعها في الواقع من المآثر التي أخذناها كجيل من آبائنا وأجدادنا الذين كانت حياتهم بطبيعة الحال أكثر صعوبة وقسوة. أما بالنسبة لترتيبي بين أفراد الأسرة فقد كنت الثاني، وتكبرني شقيقتي موزة، رحمها الله، وقد توفيت عام 2006.. كنت شغوفاً إلى درجةٍ كبيرةٍ بقصص الشجاعة والبطولة التي كنت أسمعها وأنا طفل عن أولئك الرجال الذين كانوا يدفعون حياتهم ثمناً للذود عن ديارهم وأهلهم». مدرسة زايد
في أحد الأيام سأل أحد الصحفيين البريطانيين الشيخ سالم بن حم حينما كان مرافقاً للمغفور له الشيخ زايد في إحدى رحلاته الخارجية: في أي مدرسة درست؟ أجابه على الفور وبذكاء البدوي الفطري: «درستُ في مدرسة زايد، وما زلت طالباً للعلم والمعرفة فيها إلى يومنا هذا». وبمشاعر صادقة ونابعة من حب ووفاء أصيل وصف بن حم الشيخ زايد قائلاً: «تعجز كلماتي عن وصفه فقد كان طيّب الله ثراه محبّاً للخير، ودوداً وعطوفاً، صاحب ذكاء فطري، بارّاً بأهله ووطنه، لديه عزيمة قوية وإرادة صلبة، إضافة إلى الحكمة وبُعد النظر في كل الأمور، وهذا ما مكَّنه من تحقيق حلم الاتحاد، وبناء دولة عصرية قامت على إنجازات حضارية أقرب إلى المعجزات».
الاستشاري الوطني
يحسب للشيخ سالم بن حم أنه كان أحد الأعضاء البارزين في أول مجلس استشاري وطني لإمارة أبوظبي حيث ساهم وعبر سنوات عديدة في طرح ومناقشة كافة القضايا والمشكلات التي تهم الوطن والمواطن مع زملائه الأعضاء واقتراح التوصيات التي يرويها مناسبة لحلها وتجاوزها وهو ما يعكس في الواقع مدى حبه وإخلاصه لأهله ومواطنيه وانتمائه الكبير للوطن والقيادة.
احتفاء وتكريم
تقديراً وعرفاناً بعطائه الكبير والطويل في مجال العمل الوطني وخدمة المجتمع تم ترشيح الشيخ سالم بن حم لجائزة أبوظبي للأعمال الإنسانية في دورتها الثانية عام 2006 ونال تقديراً رفيعاً بتكريم خاص من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وفي 28 نوفمبر 2017 كرمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بجائزة أوائل الإمارات في العمل الخيري والإنساني لمسيرته الحافلة بالعطاء في عمل الخير ومساعدة الأسر والأفراد.
زايد لم يزرع الصحراء فحسب .... بل زرع فينا القيم والفضائل والمكارم، غرس الحب والعطاء فحصد العرفان والوفاء .... بكاه البشر والشجر واشتاقت اليه كل حبة رمل خطت عليها قدمه..
Check Also
عبر 15 جناحاً في الخبيصي بـ 350 ألف درهم.. مؤسسة مسلم بن حم الخيرية تدعم المؤسسات الانسانية بالدولة
مؤسسة مسلم بن حم الخيرية تدعم المؤسسات الانسانية بالدولة قدمت مؤسسة مسلم بن حم الخيرية …